تعتبر قصة سيدنا زكريا من قصص الأنبياء المؤثرة والتي سنسردها لكم في السطور التالية لنأخذ منها الحكمة والموعظة الحسنة.
قصة سيدنا زكريا:
في زمن بعيد من الازمان كان اليهود يعيشون في بيت المقدس وهم مبتعدون تماما عن الايمان بالله وحده.
كان كل همهم ان يحصلوا الكثير من الاموال، كما أنهم يتمتعوا بالملذات، وبعد ذلك انتشرت الرذيلة، وصاروا فاسقين.
وفي ذلك الوسط بقيت فئة قليلة من ذرية هارون أخي موسى عليهما السلام علي ايمانها.
فلا تفعل فعل اليهود ولا تحلل ما حرم الله سبحانه وتعالي.
كما كان كبير هذه الفئة المؤمنة رجلاً صالحاً هو نبي الله زكريا عليه السلام.
وكان يدعو الناس إلى الايمان بالله وان يكف قومه عن الفجور والفسق.
ولكن دعوته لهم لم تفلح حيث ظلت هذه الفئة علي الفسق والمعاصي، وكان النبي زكريا يقضى وقته في حانوته.
وقيامة علي خدمة هيكل سليمان في بيت المقدس.
بالإضافة إلى ذلك كان سيدنا زكريا يتوجه بعد الصلاة فى كل صباح الي حانوته لكسب الرزق، واطعام الجائعين.
و بعد ذلك يعود الي المحراب ليقيم الصلاة ويشكر الله سبحانه وتعالي علي نعمة،
كان زكريا عليه السلام قد بلغ من العمر تسعين عام، وكانت امرأته عاقر لم تنجب له البنين.
فخاف زكريا الموت وليس من بعده من يحافظ علي دين الله، وكان هذا الامر يحزنه كثيرًا.
وكانت تعيش فى الهيكل مريم بنت عمران التي كفلها سيدنا زكريا، وصار يعلمها الدين ويقدم لها الطعام والشراب.
دعاء ذكريا بالذرية الصالحة
وذات يوم ذهب زكريا إلى الهيكل، ودخل علي مريم في المحراب فكانت تعتكف بعيدة عن الناس.
فوجد لديها زكريا عليه السلام رزق وفير، وفاكهة وخضار في غير موسمها فسألها من أين لك هذا الرزق يا مريم.
فقالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
قال زكريا عليه السلام في نفسه :
"إن الله سبحانه وتعالي قد بعث الرزق الي مريم وهي في محرابها فهو القادر علي أن يهب الاولاد كما يهب الرزق والله علي كل شئ قدير".
لذلك دعا سيدنا زكريا ربه بأن ينجب، واخلص الدعاء لله تعالى ( قال رب لاتذرنى فردا وانت خير الوارثين).
فاستجاب الله سبحانه وتعالى له وسمع نداء سماوي يقول له:
"يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نجعل له من قبل سمياً.
ما أعظم عطاء الله سبحانه وتعالي، وقد شاء الله تعالي ان يعبر هذا الاسم عن نية زكريا التي كانت تهدف الي بقاء دين الله حياً.
فكان يحي هو ما يدل علي حياة الدين وعدم موته بموت زكريا، وكان زكريا عليه السلام يعرف أن ذلك النداء حق.
كما أنه سوف يرزق، ولداً ولكنه احب ان يعرف كيف سيكون له هذا الولد بعد أن كبر في العمر وامرأته عجوز عاقر.
فقال : رب أني يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيا ؟.
و بعد ذلك ارتاحت نفس سيدنا زكريا، ولكنه كان يريد أن يبرهن للناس علي ان الله تعالي سوف يرزقه ولداً بعلامه معينة.
وقال الله تعالى (آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا) اى يبقي في المحراب يصلي، ويعبد الله لمدة ثلاثة أيام متواصلة.
وهكذا بعد أن قضي زكريا عليه السلام الايام الثلاثة في محرابه.
خرج الي قومه يخبرهم بما أوحي الله تعالي له ويبشرهم بالمعجزة ويدعوهم إلي عبادة الله الاحد .